خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من القبيلة إلى الفيسبوك

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة

اذا كانت القبيلة الواحدة تتكون من بطون وأفخاذ متفرقة وعصبيات متعددة، فلا بد من عصبية أقوى تلتحم فيها جميع العصبيات وتنصهر، وكأنها عصبية واحدة كبرى، لا يقع فيها افتراق. انها القبيلة العالمية التي مدت خيوطها وبنت لحمتها عبر الفيسبوك، وكأنها قد ثبتت خارطة القرية الكونية «العالم» كاطار جغرافي مكاني، والقبيلة العالمية «المجتمع العالمي الافتراضي» كاطار بشري اجتماعي.

وبذا تشكل جمهور جديد فاعل، أبرز ايجابية المتعامل معه، الذي صار منتجا وشريكا في العملية الاتصالية التفاعلية، بعد أن كان متلقيا سلبيا للمحتوى أو الرسالة، اذ صارت وسائل التواصل الاجتماعي رابطا ذا سرعة هائلة وطريقة مبتكرة بين الناس في مختلف أنحاء العالم، بغض النظر عن خصائصهم الثقافية والعقائدية ومشاعرهم واتجاهاتهم الفكرية وقدراتهم المادية. فلقد عملت التكنولوجيا الرقمية منذ ظهورها كاختراع بشري وابداع انساني وعلى نطاق عالمي، استأثرت به الدول المتقدمة والقادرة على الانتاج المتقن المبني على الاصول العلمية، على ترج?ة آمال الانسان وتطلعاته الى واقع معاش في حياة الانسان المعاصر، وتمكنت هذه التقنية المتقدمة الجديدة من تحقيق بعض أحلام هذا الانسان الذي يسابق عصره، لا بل وأرست قواعد ثقافة الكترونية عالمية، امتدت متغلبة على تحديات الزمنكة وصعوباتها في الزمان والمكان. لقد جاءت هذه التكنولوجيا الرقمية بأهم وسائل التواصل الاجتماعي، التي جاوزت عصرها، وعبرت حدود جوارها، وتجاوزتها الى كامل حدود العالم، اينما كان هناك بشر، واينما كان هناك انسان، يعنى بالتواصل ويسعى اليه، وهو يقوى على استخدام وسائله المبتدعة.

أصبحت «تكنولوجيا المعرفة» منذ بداية هذا القرن المفتاح الأساسي للتنمية والتقدم في المجتمع المعاصر، وعمت النشاط الإنساني بمختلف مجالاته، وأحدثت ثورة اتصالية عارمة، في مختلف أرجاء المعمورة، مستخدمة الأقمار الصناعية والحواسيب والفيديو والكوابل والانترنت والشبكة العنكبوتية، وكذلك بنوك المعلومات والتلفزيون التماثلي أو الرقمي، والأقراص الصلبة والتفاعلية، داخلة مختلف حقول حياتنا، وما إلى ذلك من أوجه الحياة البشرية وميادينها، ومحدثة تغييرا كبيرا في طرائق الانسان في العيش والتخاطب واكتساب المعرفة، وفي تنظيم حقول الع?ل والإنتاج أيضا، متجاوزة الحدود الجغرافية والسياسية، ومغيرة معطيات الزمان والمكان والمسافات، إنها تحل في قرن جديد تقاس فيه قوة الأمم وحضارتها بقدرتها على التحكم بالمعلومات وتوظيفها لأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

ساعدت وسائل التواصل تلك على تصنيف المشاهير من الساسة والفنانين والأدباء والرياضيين ورجال الأعمال، وترتيب المؤسسات شهرة وانتشارا وفقا لمعايير موضوعية، كعدد الأشخاص الذين زاروا موقع الشخصية أو المؤسسة على أي من وسائل التواصل أو أبدوا الأعجاب.

وهكذا أفرز مجتمع ما بعد الحداثة، مجتمعا رقميا عالميا، أفرز بدوره"الأنسان الرقمي» الذي يسائل نفسه ماذا سيحصل؟ بدلا من سؤاله التقليدي: ماذا سأفعل؟ فلقد أصبح الاتصال تيارا مجتمعيا جارفا لا يمكن لأحد أن يكون بمعزل عنه، وأصبح الانسان أمام كم هائل من المعلومات والأفكار.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF